الدواء هو مادة كيميائية تؤثر في وظائف الجسم، ويمكن أن يستخدم لعلاج أو منع أو تشخيص الأمراض.
لكن ليس الدواء كله يعمل بالطريقة نفسها، فهناك عوامل عديدة تحدد كيف يتفاعل الدواء مع الجسم، وكيف يصل إلى المواقع التي يحتاج إليها.
أولًا: يجب أن يُعطى الدواء بطريقة معينة، تسمى طريقة الإعطاء و هناك طرق مختلفة لإعطاء الدواء منها:
- البلع عن طريق الفم
- الحقن بالإبرة
- الجلدية بالدهان أو اللصق
- المستقيمية بالتحميلة
- المهبلية بالتحاميل أو الأقراص
- الأنفية بالرش
- العينية بالقطرات
- الأذنية بالقطرات
- التنفسية بالبخاخ وغيرها من الطرق
كل طريقة لها مزايا وعيوبها، وتؤثر في سرعة وكمية وصول الدواء إلى مجرى الدم.
ثانيًا: يجب أن يُمتص الدواء في مجرى الدم، هذه العملية تسمى امتصاص الدَّواء، و عادةً ما يُمتص الدواء في المعدة أو الأمعاء عند إعطائه فمويًا، أو في الأنسجة تحت الجلد عند إعطائه حقنًا.
وتتأثر سرعة وكمية امتصاص الدَّواء بخصائصه الكيميائية والفيزيائية، وشكله وتركيبته (قرص، كبسولة، سائل…)، وحالة جهاز الهضم والدورة الدموية للشخص.
ثالثًا: يجب أن يُنقل الدواء إلى المواقع التي يحتاج إليها في الجسم، وهذه العملية تسمى توزيعُ الدَّواء، يُحَولُ جزء من الدَّواء إلى المستقلبات (النَّاتِجاتِ التَّابِعَةِ للاستقلاب) في كبده قبل أن يصل إلى دورةِ دَمِه وهذه المستقلبات قد تكون نشطة أو غير نشطة بالنسبة للتأثير المطلوب كما أن بعض المستقلبات قد تزيل من خلايا دوران دَمِه بسرعةٍ كبيرةٍ جِدًّا ، وبعضها الآخر قد يتراكم فيها ويتم نقل الدواء ومستقبلاته عبر الدم إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة حيث يمكن أن يرتبط بالبروتينات أو يخترق الخلايا أو يتفاعل مع المستقبلات وتتأثر كمية وصول الدواء إلى الموقع المستهدف بحجمه وشحميته وشحنته وقابليته للذوبان في الماء أو الدهون.
رابعًا: يجب أن يُزال الدواء ومستقبلاته من الجسم. هذه العملية تسمى إزالةُ الدَّواء أو التخلُّص منه.
عادةً ما يُزال الدواء عن طريق الكلى (بالبول) أو الكبد (بالصفراء)، أو بطرق أخرى مثل التعرق أو التنفس.
سرعة وكمية إزالة الدَّواء تتأثر بوظيفة الكلى والكبد، وحالة التوازن الحمضي القاعدي، والتفاعلات مع الأدوية الأخرى.
خروج الدم من الجسم: هو عملية تتضمن عدة خطوات وعوامل، وتختلف باختلاف نوع الدواء وطريقة الإعطاء وحالة الجسم وبشكل عام، يتخلص الجسم من الدواء عن طريق أربعة أماكن رئيسية: الكبد، والكلى، والرئة، والجلد كل منها له دور في تحويل أو إزالة أو إخراج الدواء أو مستقلباته (الناتجات التابعة للاستقلاب) من الجسم.
1) الكبد هو العضو المسؤول عن استقلاب الدواء، أي تحويله من مادة غير فعالة إلى مادة فعالة، أو من مادة سامة إلى مادة غير سامة ويتم استقلاب بعض الأدوية في الكبد قبل أن تصل إلى مجرى الدم، وهذا يسمى التأثير المرحلي للكبد كما يتأثر استقلاب الدواء في الكبد بخصائصه الكيميائية والفيزيائية، وحالة وظائف الكبد، والتفاعلات مع الأدوية الأخرى.
2) الكلى هي العضو المسؤول عن إزالة الدواء أو مستقلباته من الجسم عن طريق البول و يتم تصفية جزء من الدواء في الكلى بعد أن ينفصل عن البروتينات في الدم، ويتم إخراجه في البول كما يتأثر إزالة الدواء في الكلى بحجمه وشحنته وقابليته للذوبان في الماء، وحالة وظائف الكلى، وتدفق البول.
3) الرئة هي العضو المسؤول عن إخراج بعض الأدوية المتطايرة أو المستخدمة كغازات تخدير من الجسم عن طريق التنفس.
ويتأثر إخراج الدواء في الرئة بخصائصه وشحنته وقابليته للذوبان في الماء أو الدهون، وحالة وظائف التنفس.
4) الجلد هو العضو المسؤول عن إخراج بعض الأدوية من خلال التعرق أو التطبيق المباشر على سطحه كما يتأثر إخراج الدواء في الجلد بخصائصه وشحنته وقابليته للذوبان في الماء أو الدهون، وحالة حاجز الجلد.
إذن فإن عملية خروج الدواء من الجسم هي عملية تعتمد على نظام معقد من التفاعلات بين الأدوية والأعضاء المختلفة لذلك يجب اختيار جرعة الدواء ومدة العلاج بعناية، ومراعاة حالة المريض والأدوية المستخدمة معه كما يجب مراقبة تأثيرات الدواء وآثاره الجانبية بانتظام.
كتابة: مصطفى السيد رمضان
عضو لجنة البحث العلمي في أكاديمية التدريس