إعداد: سالي الشريف
روسيا في عيدها الوطني.. دروس من الماضي ورؤية لمستقبل متعدد الأقطاب
كلمة السفير الروسي جيورجي بوريسينكو
أيها المواطنون الروس المقيمون في جمهورية مصر العربية،
أيها الأصدقاء المصريون الأعزاء،
في الثاني عشر من يونيو من كل عام، تحتفل روسيا بيومها الوطني، وهو مناسبة ترتبط بمحطات مفصلية في تاريخ البلاد الحديث، وتحديدًا بتلك التحولات التي شهدتها في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
لكن في الحقيقة، تعود جذور الدولة الروسية إلى القرن التاسع الميلادي، حين كانت مدينة كييف مركزًا للدولة الأولى، ومنذ ذلك الحين، وروسيا تواجه التحديات وتنهض منها أقوى وأكثر صلابة، رغم المحاولات المستمرة عبر التاريخ للنيل منها وتمزيق أوصالها.
لقد خسرنا كثيرًا على مرّ العصور، بما في ذلك مساحات واسعة من أراضينا، إلا أن الشعب الروسي لم يكتفِ باستعادة مكانته على المسرح الدولي، بل ساهم أيضًا في تحرير شعوب أخرى من نير الاستعمار، خاصة خلال الحقبة السوفيتية، حين كانت روسيا في طليعة من دعم استقلال دول أفريقيا وآسيا.
واليوم، تواجه روسيا تحديات جديدة، ليست بعيدة في جوهرها عن تهديدات الماضي.
فالقوى الغربية، كما فعلت في حقب سابقة على يد نابليون وهتلر، تحاول مجددًا فرض هيمنتها، وهذه المرة عبر دفع حدود حلف الناتو العسكري إلى جوارنا، ومحاولة تحويل أوكرانيا — التي انفصلت عن روسيا نتيجة ظروف تاريخية معقدة — إلى منصة عدائية ضدنا.
روسيا مضطرة اليوم، كما في السابق، للدفاع عن أمنها القومي وكرامتها الوطنية.
ونحن، في مواجهة الهجمات العسكرية الحديثة من صواريخ وطائرات ودبابات غربية، لا نحمي فقط أرضنا، بل ندافع أيضًا عن مبدأ أساسي: حق الشعوب في الحفاظ على تقاليدها وهويتها الثقافية والدينية، دون تدخلات خارجية.
وفي هذا السياق، نشعر بالفخر للدعم الذي نحظى به من شركائنا حول العالم، ومنهم مصر، التي تربطنا بها علاقات صداقة ممتدة وعميقة.
ونتعاون مع الدول العربية، خاصة في دعم القضية الفلسطينية التي لا تزال تتعرض لعدوان ممنهج، تغذّيه طموحات استعمارية وأسلحة غربية.
كما نعمل معًا ضمن إطار مجموعة "البريكس" التي نراها نواة لنظام عالمي أكثر عدلاً وتوازنًا، يعكس روح التعاون الحقيقي بين الشعوب بعيدًا عن الإملاءات.
وفي هذه المناسبة العزيزة، أوجه أصدق التهاني لمواطني روسيا ولجميع أصدقائنا حول العالم.
إننا نؤمن أن الحق إلى جانبنا، وأن المستقبل سيكون لمن يسعى لبنائه على أسس الاحترام، والسيادة، والتعاون المتكافئ.
كل عام وروسيا بخير، وكل عام وشركاؤها أقرب وأكثر تماسكًا.