جدة - ماهر عبدالوهاب
في لفتة إنسانية تعكس تقدير القيادة السعودية للمبادرات النبيلة، منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المواطنة عديلة بنت مصطفى إبراهيم الجهني وسام الملك عبدالعزيز، تكريمًا لكونها أول سيدة سعودية تتبرع بأحد أعضائها، حيث قدمت كليتها لشقيقتها قبل أكثر من أربعة عقود.
جاء هذا التكريم المميز خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر السعودي للتبرع بالأعضاء الذي احتضنته العاصمة الرياض، حيث روت الجهني تفاصيل قصتها المؤثرة التي تعكس عمق التضحية ومتانة العلاقات الأسرية.
وكشفت عديلة أنها اتخذت قرار التبرع في لحظة عصيبة كانت فيها شقيقتها تعاني من فشل كلوي حاد، وأوضحت أن القرار جاء بشكل عفوي ودون تردد رغم كونها حديثة عهد بالزواج، إذ كانت في شهر العسل حينها.
وبينما عجز أفراد الأسرة الآخرون عن التبرع، شعرت بأنها الوحيدة القادرة على إنقاذ حياة شقيقتها، رغم اعتراض والدتها وخوفها من دخول ابنتيها معًا لغرفة العمليات في زمن لم يكن فيه نقل الأعضاء أمرًا مألوفًا بالمملكة.
وأكدت الجهني أن ما قامت به لم يكن نتاج حسابات عقلية بل نابع من إحساس داخلي قوي بالمسؤولية والرحمة، ما يعكس صورة مشرقة عن القيم التي يتسم بها المجتمع السعودي.
من جانبه، عبّر اللواء الدكتور محمد الجهني، شقيق المكرَّمة، عن اعتزازه بما قامت به شقيقته، معتبرًا إياها نموذجًا حيًا للتفاني والعطاء، ومشيرًا إلى أن هذا التكريم الملكي يعكس اهتمام القيادة بتكريم أصحاب المواقف الإنسانية العظيمة.
وقال: "نحن كعائلة نشعر بالفخر الكبير بهذا الوسام الذي منحه خادم الحرمين الشريفين لشقيقتي، وهو تقدير لا يُثمّن، ويعزز من مكانة العمل الخيري والتطوعي في وجدان المجتمع".
ويأتي هذا التكريم كجزء من جهود الدولة لدعم المبادرات الإنسانية، وترسيخ ثقافة العطاء والتبرع بالأعضاء كقيمة سامية تعبر عن التلاحم المجتمعي والتراحم بين أفراده.