كتبت: آيات مصطفى
في لحظة مأساوية تدمع لها القلوب وتخشع لها الأرواح، ودّعت مصر اثنين من خيرة أبنائها، الرائد طيار السيد سليمان والنقيب طيار باسم شبل، بعد حادثة مروعة كشفت عن بطولة منقطعة النظير وروح فداء حقيقية لا يعرفها إلا من تربّى في مدرسة الشرف والانتماء.
تفاصيل الحادثة
وقعت الحادثة المؤسفة عندما كانت الطائرة التي يستقلها البطلان تحلّق في أجواء منطقة رأس البر، قبل أن يتعرضا لعطل فني مفاجئ وخطير أثناء الطيران.
ورغم صعوبة اللحظة وتعقيد الموقف، اتخذ الطياران قرارًا بطوليًا لا يتخذه إلا من نذر روحه فداءً للوطن: لم يقفزا من الطائرة، رغم امتلاكهما الوقت والفرصة للنجاة، بل فضّلا البقاء داخلها ووجّهاها نحو البحر، بعيدًا عن المناطق السكنية المأهولة.
القرار المصيري
كان بإمكان الشهيدين القفز بمظلتيهما والنجاة بحياتهما، لكن ذلك كان سيعني ترك الطائرة تتجه دون تحكم، مما قد يؤدي إلى سقوطها فوق مدينة رأس البر، ويوقع كارثة إنسانية تطال المدنيين الأبرياء.
إدراكهما لحجم الخطر وحرصهما على سلامة المواطنين كان أقوى من غريزة النجاة، فاختارا الشهادة على حساب الحياة.
تضحيات لا تُنسى
رحل الرائد طيار السيد سليمان والنقيب طيار باسم شبل، وترك كل منهما درسًا خالدًا في التضحية والفداء.
لم تكن حياتهما فقط في خدمة الوطن، بل حتى مماتهما كان لحماية أرواح الآخرين.
إن ما قاما به لا يُعد فقط عملاً بطوليًا بل صفحة مشرقة تُضاف إلى سجل الشرف للجيش المصري وقواته الجوية.
تكريم وطني وشعبي
عبّرت الجموع عن حزنها وفخرها في آن واحد، وامتلأت وسائل الإعلام ومواقع التواصل بالدعاء وعبارات الرثاء والتمجيد.
كثيرون رأوا في هذا الحادث تكرارًا لصورة أبطالنا الذين يجعلون من أجسادهم درعًا للوطن ومن أرواحهم ثمنًا لحياة الآخرين.
كلمة أخيرة
رحم الله شهداءنا الأبرار، وأسكنهم فسيح جناته، وجزاهم عن مصر وأهلها خير الجزاء.
نسأل الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ سماء مصر وأرضها برجالها الأوفياء الذين لا يعرفون إلا العزة والشرف.
"في زمن تغلب فيه المصلحة الشخصية، هناك من يختار الموت ليمنح الحياة لغيره... هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون."