بقلم: سالي الشريف
زيارة السيسي إلى موسكو في ذكرى النصر..رسائل استراتيجية في لحظة
فاصلة
رحّب السفير الروسي في القاهرة، جيورغي بوريسينكو، بالزيارة المنتظرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى موسكو، والتي تأتي بالتزامن مع احتفالات روسيا بذكرى يوم النصر في التاسع من مايو – المناسبة التي تخلّد انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأوضح السفير في تصريحات خاصة أن هذه الذكرى تكتسب أهمية تاريخية مزدوجة لموسكو والقاهرة، نظرًا للدور المشترك الذي لعبه البلدان في مقاومة الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن "مصر وروسيا تقفان على أرضية تاريخية واحدة في التصدي للنازية، وهو ما يعزز من روابط الصداقة والتعاون العميق بين الشعبين".
وأضاف بوريسينكو أن العلاقات بين روسيا ومصر قائمة على شراكة استراتيجية راسخة، وتعاون متنوع على المستويين الثنائي والدولي، ما يعكس متانة الروابط التي تجمع بين البلدين.
وفي إطار الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر العظيم، وجّه السفير الروسي تهنئة خاصة إلى الشعب الروسي وأصدقاء روسيا حول العالم.
وقال في كلمة نشرتها السفارة الروسية بالقاهرة:
"نحتفل اليوم بمرور ثمانية عقود على الانتصار التاريخي الذي غيّر وجه العالم، حينما سُحقت النازية بفضل تضحيات ملايين الجنود والمواطنين السوفييت، الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الإنسانية".
وأكد السفير أن هذا النصر لم يكن فقط انتصارًا عسكريًا، بل كان أيضًا حجر الأساس للنظام العالمي الذي تشكّل بعد الحرب، ولا يزال تأثيره ممتدًا حتى يومنا هذا.
وسلط بوريسينكو الضوء على حجم التضحيات التي قدمها الاتحاد السوفيتي، حيث بلغ عدد الشهداء نحو 27 مليون شخص، كانوا الحصن الأخير في وجه آلة الحرب النازية.
وأضاف أن "محاولات تشويه هذه الحقيقة أو التقليل من شأنها، لا يمكن أن تنال من عظمة هذا الإنجاز التاريخي".
ووصف يوم التاسع من مايو بأنه "يوم مقدّس" لدى الروس، حيث تفتخر كل أسرة ببطولات أسلافها الذين ساهموا في إحراز النصر.
كما أعرب عن سعادته بمشاركة آلاف الروس المقيمين في مصر في هذه المناسبة العزيزة، مشيرًا إلى أن الاحتفال بيوم النصر بات تقليدًا سنويًا محببًا في الأراضي المصرية، يجمع بين الحنين للوطن والاعتزاز بالروابط الثقافية والإنسانية بين الشعوب.
وختم السفير كلمته بالتأكيد على أن تخليد ذكرى الأبطال هو واجب تاريخي وإنساني، وأن تضحياتهم ستظل محفورة في الذاكرة الجماعية، تلهم الأجيال القادمة بمعاني الصمود والوحدة في وجه الطغيان.