كتبت: مروة حسن
في أمسية استثنائية نُقشت في ذاكرة الحضور، اعتلت الموسيقى العربية واحدًا من أعرق المسارح العالمية، حيث قاد المايسترو هاني فرحات أوركسترا المتروبوليتان الأسترالية بمشاركة الأوركسترا السعودية في عرض موسيقي مبهر على خشبة مسرح أوبرا سيدني، ضمن فعاليات النسخة العالمية السابعة من سلسلة "روائع الأوركسترا والكورال الوطني السعودي" التي تنظمها هيئة الموسيقى تحت شعار "آفاق الإبداع تتسع في كل محطة".
جسّد الحفل لحظة فنية فريدة جمعت بين الشرق والغرب، حيث اندمجت الألحان العربية الساحرة مع النغمات الأسترالية في توليفة موسيقية استثنائية، أبهرت جمهور الأوبرا الذي امتلأت به القاعة عن آخرها.
قدمت الأوركسترا المشتركة مجموعة من المقطوعات التي عبّرت عن عمق الإرث الثقافي العربي وجماليات الموسيقى الأسترالية، وسط تفاعل حماسي من الحضور الذي ضم أفراد الجاليات العربية ومحبّي الموسيقى من مختلف أنحاء أستراليا.
عبّر المايسترو هاني فرحات عن اعتزازه بهذا الإنجاز قائلاً: "لقد كان تفاعل الجمهور الأسترالي رائعًا ومؤثرًا، وأنا سعيد بتوافد أبناء الجاليات العربية من مدن مختلفة لحضور هذا الحدث.
هذه الليلة تمثل محطة جديدة في رحلتنا لتقديم الموسيقى العربية إلى العالم بطريقة تليق بثقافتنا".
وأضاف فرحات أن الحفل لم يكن مجرد عرض فني، بل رسالة ثقافية تعكس ثراء الموسيقى العربية وقدرتها على التحاور مع مختلف الثقافات.
وأكد أن العمل المشترك بين الأوركسترا السعودية والأسترالية، من خلال مقطوعة موسيقية موحدة، يعكس وحدة الإبداع ويعزز التفاهم الفني بين الشعوب.
كما شدد على أهمية استمرار هذه المبادرات الدولية التي تعرّف العالم على جمال الموسيقى العربية، موضحًا أن الوطن العربي يزخر بملحنين وموسيقيين يتمتعون بمواهب تضاهي العالمية، بل وتتفوق في بعض الأحيان من حيث التنوع والإحساس والابتكار.
تجدر الإشارة إلى أن هاني فرحات سبق أن قاد حفلات عالمية على مسارح مرموقة، منها "دو شاتليه" في فرنسا، و"سنترل هول" في لندن، و"طوكيو أوبرا سيتي" في اليابان، ومسرح المتروبوليتان في نيويورك، إلى جانب عروض ناجحة في المكسيك والسعودية.
وقد حظيت جميع هذه الفعاليات بإشادة واسعة من النقاد والجمهور، لما حملته من روح التجديد والانفتاح الموسيقي بين الثقافات.
ويواصل فرحات رفع راية الفن العربي عاليًا في المحافل الدولية، في رحلة إبداع لا تعرف الحدود، تُثبت أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على مدّ الجسور بين القلوب.