متابعة: آيات مصطفى
في مشهد يعكس تنامي الوعي الشعبي العربي تجاه قضايا العدالة والكرامة، أعلنت حركة المقاطعة في سلطنة عُمان عن نجاح حملتها في إيقاف عرض فيلم "سنو وايت"، الذي يضم الممثلة الإسرائيلية غال غادوت.
هذه الخطوة لم تكن مجرد اعتراض ثقافي، بل كانت موقفًا مبدئيًا ضد محاولات التطبيع مع رموز الاحتلال الإسرائيلي.
التعبئة الشعبية.. كيف نجح الضغط الجماهيري في تحقيق هدفه؟
الحملة التي قادتها حركة المقاطعة في سلطنة عُمان اتسمت بالتنظيم والفاعلية.
فقد اعتمدت على أدوات التواصل الجماهيري، مثل البريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية، للتواصل مع دور السينما المحلية كـ"سينيبوليس" في واحة مول بصلالة، و"سينما البهجة"، إلى جانب مخاطبة الجهات الرسمية كوزارة الإعلام.
هذه التحركات الشعبية أثمرت في نهاية المطاف بقرار منع عرض فيلم سنووايت، مما يؤكد أن العمل الجماعي قادر على إحداث تأثير حقيقي.
غال غادوت.. رمز للجدل بين الفن والسياسة
يرتبط الجدل حول الفيلم بمشاركة غال غادوت، التي خدمت سابقًا في الجيش الإسرائيلي، وتُعد من أبرز المدافعين عن سياسات الاحتلال. لذلك، فإن ظهورها في أفلام عالمية بات يُنظر إليه باعتباره وسيلة لتلميع صورة إسرائيل عالميًا، من خلال ما يُعرف بـ"تبييض الجرائم" عبر الثقافة والفن. ولهذا السبب، تصاعدت الدعوات لمقاطعة أي عمل تشارك فيه، وخاصة في العالم العربي.
مواقف عربية متقاربة.. الكويت ولبنان في طليعة المقاطعين
سلطنة عُمان لم تكن وحدها في هذا الموقف، فقد سبقتها الكويت التي حظرت الفيلم رسميًا، استجابة لحملات شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما في لبنان، فقد جاء المنع بناء على توصية من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع للجامعة العربية، الذي أدرج اسم غادوت في لائحته السوداء.
هذا التوافق في المواقف يعكس تصاعد الرفض العربي لكل ما يمت بصلة للتطبيع الثقافي مع الاحتلال.
ديزني ومأزق تسييس الفن.. تساؤلات حول دور الشركات الكبرى
الجدل حول الفيلم يضع شركة ديزني، المنتجة للعمل، في دائرة الضوء.
إذ تواجه اتهامات متكررة بالتواطؤ مع سياسات التبييض الثقافي للاحتلال من خلال التعاون مع ممثلين داعمين لإسرائيل.
وهذا يفتح نقاشًا أوسع حول دور الشركات العملاقة في تمرير الأجندات السياسية عبر المنتجات الترفيهية.
المقاطعة الثقافية سلاح الشعوب في وجه الظلم
تجربة سلطنة عُمان في وقف عرض فيلم "سنو وايت" تؤكد أن المقاطعة ليست مجرد شعار، بل أداة فعالة لمقاومة الظلم ورفض التطبيع.
إنها رسالة واضحة بأن الشعوب العربية، رغم التحديات، ما زالت تملك صوتًا وتأثيرًا حين تتوحد حول قضية عادلة. ومهما تعددت محاولات اختراق الوعي، يبقى الرفض الشعبي جدارًا منيعًا أمام أي محاولات لاختراق الموقف المبدئي من الاحتلال.