بقلم: سالي الشريف
25 أبريل 2025
في بيان مفاجئ وعالي النبرة، أطلقت السفارة الروسية في القاهرة اليوم تحذيرًا غير مباشر من تصاعد التوترات في القارة الأوروبية، بمناسبة مرور 80 عامًا على اللقاء الرمزي بين القوات السوفييتية والأمريكية على نهر إلبه في ألمانيا، والذي جرى في 25 أبريل 1945.
ذلك الحدث التاريخي الذي شكّل آنذاك نقطة التقاء بين جيشين قاتلا معًا لهزيمة ألمانيا النازية، عاد ليحمل اليوم دلالات سياسية مشحونة.
رسائل سياسية وراء الذكرى
استغلت موسكو هذه المناسبة التاريخية لتوجيه انتقادات لاذعة للسياسات الغربية، وخصوصًا الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في حربها المستمرة مع روسيا.
واعتبرت السفارة أن هذا الدعم لا يسهم في السلام، بل يعيد إشعال نار الصراع في قلب القارة، ويقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار.
خلفية تاريخية
لقاء نهر إلبه في نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكن مجرد تقاطع عسكري، بل كان رمزًا لتحالف عالمي ضد الفاشية.
ومع أن تلك اللحظة جلبت الأمل بنهاية الحرب، إلا أن العلاقات بين موسكو وواشنطن لم تلبث أن دخلت في مرحلة من التوتر الحاد، تُوجت بالحرب الباردة التي استمرت لعقود.
قراءة في المشهد الراهن
يرى محللون أن البيان الروسي يحمل رسائل تتجاوز البعد التاريخي، ويعكس تصاعد التوتر في العلاقات الدولية.
فروسيا تسعى إلى تذكير الغرب بدروس التاريخ، محذّرة من تكرار الأخطاء التي أدت في الماضي إلى نزاعات كبرى، فيما يبدو أن أوروبا تعيش على وقع انقسام جديد بين الشرق والغرب.