كتبت/ هاله عرفه
عندما نجد أن الدولة لا تفكر إلا في تغيير نظام الثانوية العامة فقط.. فهنا نعلم أننا لن نغير ولن نتقدم، وسوف نجد الأبناء والبنات والأهالي يطالبون برحيل الوزير، ويحارَب مثل طارق شوقي؛ لأنه أراد أن يغير من فهم الطالب وأنه عليه أن يفهم ويجتهد في البحث عن المعلومات ويحاول الكتابة وعمل أبحاث علمية لكي يرتقي من نفسه.
ولكن كان الخطأ الكبير.. أنه بدأ من الثانوية العامة مع جيل تعلَّم الحفظ والدروس الخصوصية وعدم الفهم والبحث؛ ولهذا فشل التغيير المطلوب..
ولهذا على الدولة أن تتعلم من هذا الخطأ، وتبدأ من المراحل الابتدائية.. فيجب عليه أن يحب المواد جميعا، ويضع أمامه خطة وحلمًا؛ حتى يحققه.. بمساعدة المعلم والأسرة، بزرع الثقة بنفسه وتدعيمه في ما يحبه، مع إحضار قصص وأفلام لما يريد؛ حتى يعيش الطفل في حلمه، مع التشجيع والدعم المستمر؛ لكي يتخطى الطفل المرحلة الابتدائية، ويدخل الاعدادية..
وهنا يعطي قدر من العلم أعلى للطالب؛ حتى يقيم نفسه فيما يريده من تحقيق حلمه، وهل سوف يستمر أو أنه رأى نفسه في مواد أخرى، وبناءً عليها سوف يكون لديه معلومات كثيرة ومتنوعة، وثقافة فعلية لما تعلمه في سنوات الإعدادية..
وتأتي مرحلة المواجهة لتحديد المستقبل.. وهي المرحلة الثانوية، وهنا يكون القرار النهائي للدراسة المستقبلية، التي ستكون بالنسبة له بر الأمان والاستقرار الفكري والثقافي والعلمي، وتحديد مستقبله العلمي، واختيار مساره، ويدرس هذه المواد التي حددها ليكمل دراسته في الجامعة.
ومن هنا يكون التغير للفكر الأسري وللمعلم والتعليم لأننا أنشأنا جيلًا له هدف علمي، عنده حلم وإرادة في تحقيق الهدف العلمي الذي سوف يبني نفسه عليه، ويحقق ذاته دون تحطيم أو كسر أو ضياع حقه في تعليم ما يحب.
كفانا ضياع أجيال كثيرة؛ بسب عدم التغيير الجذري لتعليم وظلم الأبناء والبنات وخروج أجيال غير متعلمة ومثقفة، ولكنها حفظت وحصلت على مؤهلات توضع في الأدراج، والعمل في مجالات بعيدة كل البعد عن المؤهل الدراسي الذي حصل عليه.
وإني أتمنى من الرئيس ورئيس الوزراء ووزير التعليم، دراسة هذه الفكرة؛ حتى نسير بأبنائنا إلى بر الأمان، والاستقرار العلمي، وتعود مصر إلى مكانتها العلمية، بتنمية ثقافة الأجيال القادمة، ونجعلها تحب العلم والمعرفة والثقافة والمعلومات العامة التي تفيد الوطن، وإخراج أجيال مختلفة في جميع التخصصات، مع وضع شروط للأسرة في عدم فرض واختيار مستقبل أبنائها، وترك الحرية للأبناء على اختيار مستقبله العلمي، وتدعيمه من الدولة والمعلم والأسرة؛ من أجل النهوض بمصر علميا وثقافيا وصناعيا وتجاريا، في ظل التقدم الذي تواكبه مصر في محاوله لمواكبة العالم في التكنولوجيا الحديثة والرقمنة؛ من أجل التقدم والازدهار الاقتصادي والسياسي والعلمي.