كتبت: آيات مصطفى
العشر الأوائل من ذي الحجة تُعد من أعظم الأيام عند الله تعالى، حيث يُضاعف فيها الأجر وتُقبل الأعمال الصالحة.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، وقد أقسم بالفجر وبهذه الأيام العشر، مما يدل على عظمتها وشرفها.
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم باغتنام هذه الأيام بالعمل الصالح والذكر والدعاء، فهي فرصة للتقرب إلى الله تعالى والفوز برضاه ومغفرته.
فلنجعل من هذه الأيام المُباركة موسمًا للخيرات، نُكثر فيها من الصلاة والصيام والصدقة، ونُحيي لياليها بالقيام والتهجد، ونُعظم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.
فلنستقبل هذه الأيام بقلوب مُفعمة بالإيمان والرغبة في العمل الصالح، ولنجعلها منطلقًا للتغيير نحو الأفضل، ولنسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
"اللهم بارك لنا في العشر الأوائل من ذي الحجة واجعلها أيام خير وبركة علينا وعلى جميع المسلمين".
و يستحب في العشر الأوائل من ذي الحجة القيام بعدة شعائر وأعمال صالحة مثل:
1. الصيام
فيُستحب صيام التسعة أيام الأولى من ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة، حيث يُكفّر صيامه عن سنتين سنة ماضية وسنة قادمة بأمر الله تعالى.
2. الصلاة
بالإكثار من الصلاة والقيام ليلًا.
3. الذكر والدعاء بالتهليل
بقول لا إله إلا الله، والتكبير بقول الله أكبر، والتحميد بقول الحمد لله، والاستغفار.
4. الأضحية
ويكون ذبح الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا.
5. التوبة والإنابة
بالتوبة إلى الله والإقبال عليه بالعمل الصالح.
6. الصدقة والإحسان
بالإكثار من الصدقات وأعمال الخير بالأخص في تلك الأيام المباركة.
وتعد هذه الأيام هي فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله تعالى والعمل الصالح، فهي أيام مفضلة عند الله تعالى، وقد أقسم بها في كتابه الكريم.
ويُستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله بكل ما يُمكن من الطاعات.
أما عن يوم عرفة فهو يوم مبارك يُعد من أعظم الأيام في الإسلام، وموعده في التاسع من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات، ويُعرف أيضًا بـ"يوم الوقوف بعرفة".
أهمية يوم عرفة:
1. إكمال الدين وإتمام النعمة
ففي هذا اليوم أكمل الله سبحانه وتعالى الدين للمسلمين وأتم نعمته عليهم، كما ورد في الآية الكريمة: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا" (المائدة: 3).
2. يوم العتق من النار:
يُعتبر يوم عرفة يومًا يعتق الله فيه العباد من النار، ويُغفر لهم الذنوب.
3. صيام يوم عرفة
يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحجاج، حيث يُكفّر صيامه الذنوب لسنتين السنة التي قبله والسنة التي بعده.
4. يوم الدعاء والذكر
يُستحب فيه الدعاء والذكر، وهو من أفضل الأوقات للدعاء والتقرب إلى الله.
فيوم عرفة هو فرصة للمسلمين للتوبة والإنابة إلى الله والإكثار من الطاعات والعبادات.
وهو يوم يُظهر فيه المسلمون التواضع والخضوع لله، ويُعد من أفضل الأيام للإقبال على الله بالعبادة والطاعة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبولين الذين يغتنمون هذه الأيام المباركة في الطاعات والقربات. ليكونوا كالنبتة الطيبة التي تُثمر أطيب الثمار في أفضل الأوقات.
لنجعل من هذه الأيام محطة للتزود من الأعمال الصالحة، ولنتذكر دائمًا أن الله تعالى يفتح أبواب الجنة في هذه الأيام، فلنكن من الداخلين إليها بإذنه تعالى.
ولنجدد العهد مع الله بأن نكون على الدوام في صفوف المستغفرين، التوابين، المصلين المقبلين على ربهم بقلوب سليمة.
"اللهم اجعلنا من عتقائك من النار في يوم عرفة، واكتب لنا الأجر العظيم في الدنيا والآخرة. اللهم آمين."
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من الفائزين برضوانه والمغفور لهم برحمته وبإذنه.
وكل عام وأنتم وجميع الأمة الإسلامية بخير.
