كتبت: آيات مصطفى
فن التعامل مع المراهقين هو موضوع مهم وحساس، لأن المراهقين يمرون بمرحلة من التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر على سلوكهم ومشاعرهم. لذلك، يحتاج الآباء إلى تفهم هذه المرحلة وخصائصها، واتباع بعض النصائح والطرق للتعامل مع المراهقين بشكل جيد وسليم.
أهم النصائح:
- المحافظة على هدوء الأعصاب وعدم الانفعال أو الغضب عند مواجهة المراهق، لأن ذلك يزيد من تمرده وعدائيته. بل يجب التحدث معه بلطف واحترام والاستماع إلى ما يقوله بصدر رحب.
- عدم فرض الكثير من الانضباط والقيود على المراهق، بل يجب منحه بعض الحرية والمسؤولية والثقة، والسماح له باتخاذ بعض القرارات الخاصة به، مع وضع حدود واضحة وعواقب معقولة في حال تجاوزها.
- مشاركة المراهق اهتماماته وهواياته ونشاطاته، والتقرب منه والتعرف على أصدقائه ومشاكله، وتقديم النصح والإرشاد له بطريقة صديقة ومتفهمة، وتشجيعه على الابتكار والإبداع والتعلم.
- احترام خصوصية المراهق وعدم التدخل في شؤونه الشخصية بشكل مبالغ فيه، وعدم التجسس عليه أو التفتيش على أغراضه أو هاتفه أو حاسوبه، ما لم يكن هناك سبب مقنع لذلك.
- مراقبة ما يشاهده ويقرأه ويستمع إليه المراهق من وسائل الإعلام والتكنولوجيا، والتأكد من أنها لا تحتوي على محتويات سلبية أو مضرة أو مخالفة للقيم والمبادئ، وتوعيتهم بالمخاطر التي قد تنتج عن استخدامها بشكل غير مسؤول.
- الدعم المستمر والإيجابي للمراهق، والإشادة بما يقوم به من أعمال جيدة ومفيدة، والتقدير لجهوده ومواهبه، والتعبير عن الحب والاهتمام والفخر به، والمساعدة على تحسين ثقته بنفسه وقدراته.
- الصبر على الابن المراهق وعدم الاستسلام أو اليأس من تغييره للأفضل، والدعاء له بالهداية والتوفيق والسعادة، والاستعانة بالله تعالى في كل خطوة.
و لتطبيق هذه النصائح في الواقع يتطلب من الآباء الالتزام بها وممارستها بانتظام وثبات، والتعامل مع كل حالة على حدة بحسب ظروفها وخصوصيتها.
كما يتطلب التواصل الجيد والفعال مع المراهق، والاستفادة من الفرص المناسبة لتنفيذ هذه النصائح، والتعاون مع الأسرة والمدرسة والمجتمع في دعم المراهق وتوجيهه.
أمثلة لتطبيق هذه النصائح في الواقع:
- عندما يرفض المراهق القيام بواجبه المدرسي أو المنزلي، يجب عدم الصراخ عليه أو توبيخه أو ضربه بل يجب التحدث معه بهدوء ومعرفة الأسباب التي تمنعه من القيام بواجبه، وتحفيزه على الإنجاز والتفوق، وتذكيره بالمنافع التي سيحصل عليها من القيام بواجبه، والمساعدة على حل أي مشكلة تواجهه.
- عندما يطلب المراهق السماح له بالخروج مع أصدقائه أو الذهاب إلى حفلة أو رحلة، يجب عدم رفض طلبه بشكل قاطع أو مسبق، بل يجب الاستماع إلى رغبته وتفاصيل خطته، والتأكد من أنها لا تتعارض مع واجباته أو مبادئه، والتفاهم معه على الوقت والمكان والأشخاص الذين سيخرج معهم، والتنبيه على الالتزام بالاتفاق والحذر من أي خطر محتمل.
- عندما يظهر المراهق اهتمامًا بمجال معين أو هواية ما، يجب مشاركته هذا الاهتمام والتعبير عن الفخر به، وتقديم الدعم والمساعدة له في تطوير مهاراته ومواهبه في هذا المجال أو الهواية، والبحث معه عن المصادر والفرص التي تساعده على ذلك، والاحتفال بإنجازاته ونجاحاته.
- عندما يدخل المراهق إلى غرفته أو يغلق بابها، يجب احترام خصوصيته وعدم الاقتحام أو الازعاج أو الاستفزاز، بل يجب الاطمئنان عليه بلطف والسؤال عن حاله وما يفعله، والتركيز على الجوانب الإيجابية والمفرحة في حياته، و تقديم له بعض النصائح أو الاقتراحات التي تفيده في استغلال وقته بشكل مفيد وممتع.
- عندما يستخدم المراهق الهاتف أو الحاسوب أو الإنترنت، يجب مراقبة ما يتعامل معه من محتويات وبرامج ومواقع، والتأكد من أنها لا تحتوي على أي شيء سلبي أو مضر أو مخالف، وتوعيتهم بالمخاطر التي قد تنتج عن استخدامها بشكل غير مسؤول أو مفرط، وتحديد زمن معين لاستخدامها، وتشجيعهم على استخدامها في أمور مفيدة ونافعة.
- عندما يقوم المراهق بأي عمل جيد أو مفيد، يجب الدعم المستمر والإيجابي له، والإشادة بما يقوم به، والتقدير لجهوده ومواهبه، والتعبير عن الحب والاهتمام والفخر به، والمساعدة على تحسين ثقته بنفسه وقدراته، والتحفيز على المزيد من التقدم والنجاح.
و أخيرًا نؤكد على أهمية الصبر والتفهم والمرونة في التواصل مع أبنائنا . لأن المراهقة مرحلة حرجة تتشكل فيها شخصية الفرد وتتبلور هويته، ولذا يجب علينا كأولياء أمور ومربين أن نكون مرشدين حكماء وداعمين.
علينا أن نستمع إلى مخاوفهم وأحلامهم بقلب مفتوح، وأن نقدم النصح بلطف دون إصدار أحكام مسبقة.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن كل مراهق هو فرد فريد له احتياجاته ومشاعره الخاصة، وأن الطريقة الأمثل للتعامل معهم تكمن في الحب والاحترام المتبادل.
فلنكن لهم القدوة الحسنة التي تُلهمهم ليصبحوا أفضل ما يمكن أن يكونوا عليه.