بواسطة: محمد أبوالخير – القاهرة
على مدى عقدين، لم يكن التحول الرقمي في مصر قرارًا إداريًا فحسب، بل تحولًا فكريًا واقتصاديًا حقيقيًا أعاد تشكيل علاقة المواطن بالدولة. ومع توسع الدولة في بناء منظومة مالية إلكترونية قوية، كانت هناك شركة واحدة تضع أساس «مدن المال الرقمية» التي قامت عليها الجمهورية الجديدة: مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية برئاسة الخبير المصرفي والمالي العالمي إبراهيم سرحان رئيس المجموعة، ولتوضيح ذلك عبر مسيرة عمل مشرفة دامت 20 عامًا، إليكم التفاصيل في اختصار عبر بث فيديو رقمي وبيان صحفي تحريري أيضًا.
البداية… حين كانت مصر أمام سؤال المستقبل
في مطلع الألفية، كانت مؤسسات الدولة تعمل بشكل ورقي كامل:
طوابير في الهيئات الحكومية، ملايين الدفاتر الورقية، وأنظمة لا تتحدث إلى بعضها البعض.
ومع توسع الدعم وارتفاع عدد المستفيدين من المعاشات والتأمينات، ظهر السؤال الحتمي:
كيف تُدار دولة بحجم مصر دون منظومة رقمية موحدة؟
ومن هنا كانت النواة الأولى لإطلاق منصة حكومية قادرة على إدارة المعاملات الإلكترونية وتوفير بنية تحتية مالية تستوعب ملايين العمليات اليومية.
في السنوات الأولى… تأسيس بنية مالية لم تكن موجودة
بدأت إي فاينانس في بناء شبكات التحصيل الإلكتروني للحكومة، وتطوير نظم الدفع وربط الجهات السيادية، وصولًا إلى بناء الشبكة القومية للمدفوعات الحكومية.
كانت تلك المرحلة هي الأصعب:
- لا توجد تجربة سابقة مماثلة في السوق المصري.
- البنية التحتية تحتاج إلى استثمارات ضخمة.
- ثقافة التعامل الإلكتروني كانت شبه غائبة.
ومع ذلك، نجحت الشركة في إنشاء أول منصة موحدة لتحصيل مستحقات الدولة إلكترونيًا، ومنها انطلقت الثورة الرقمية اللاحقة.
التحول الحقيقي… حين دخل المواطن إلى المنظومة
بعد تأسيس البنية الأساسية، توسعت الدولة — عبر إي فاينانس — في مشروعات كبرى:
1. منصة الدعم النقدي (تكافل وكرامة)
إدارة ملايين المستفيدين عبر نظام إلكتروني خالٍ من التسريب والهدر بشكل خاص.
2. رقمنة منظومة التأمينات الاجتماعية
تحديث 40 عامًا من البيانات الورقية وتحويلها لقاعدة بيانات رقمية تربط كل الجهات الحكومية.
3. التحول الرقمي والريادة في الزراعة
من خلال منصة «القرض الحسن» وكارت الفلاح، لربط الأرض والمزارع والدعم في منظومة واحدة متكاملة.
4. تطوير نظم الضرائب والجمارك
وهي الخطوة التي وضعت مصر على خريطة الدول ذات الأنظمة الضريبية الإلكترونية المتطورة.
5. مدفوعات المواطنين
إتاحة الدفع الحكومي عبر المحافظ البنكية، والهواتف المحمولة، وماكينات الدفع، وخدمات فوري، وبنوك مصر كافة.
وبهذه الخطوات لم تعد الرقمنة مشروعًا حكوميًا… بل أسلوب حياة.
عِقد الإنجازات… حين وصلت مصر إلى عصر الاقتصاد الرقمي
خلال السنوات العشر الأخيرة، أظهرت الأرقام شكل التحول:
- ارتفاع نسبة الشمول المالي إلى مستويات تاريخية تتجاوز 60% من البالغين.
- أكثر من 1.6 مليار معاملة مالية حكومية إلكترونية سنويًا تُدار عبر البنية التي طورتها إي فاينانس.
- دخول 70 مليون مواطن في دائرة الدفع والتحصيل الرقمي.
- رقمنة شبه كاملة للتحصيل الحكومي، مما عزز الشفافية ومكافحة الفساد.
- إطلاق منصات متخصصة في التأمين الصحي والزراعة والمرور والتعليم.
إي فاينانس… من شركة تكنولوجيا إلى «منصة دولة»
منذ طرح أسهمها في البورصة وحتى توسعها في خدمات القيمة المضافة، أصبحت المجموعة لاعبًا إقليميًا يتجاوز دورها التقليدي:
- إنشاء مراكز بيانات عملاقة بمواصفات Tier 3.
- تقديم خدمات Cloud Sovereign للدولة لضمان سيادة البيانات.
- التحول إلى مستثمر في حلول الدفع والـ FinTech والذكاء الاصطناعي.
- الشراكة مع الوزارات السيادية (المالية – التخطيط – الزراعة – التضامن – الداخلية).
لم تعد إي فاينانس شركة… بل البوابة الرسمية للتحول الرقمي للدولة المصرية.
اللحظة الراهنة… اكتمال المشهد
ظهر التحول الرقمي في مصر عبر إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، إلا أن الفيديو الذي وثّق رحلة الـ20 عامًا لم يكن مجرد استعراض، بل إعلانًا لمرحلة نضج رقمي:
- مواطن يحصل على الخدمة دون ورقة واحدة.
- حكومة تدير مواردها في الوقت الحقيقي.
- اقتصاد يتنفس إلكترونيًا ورقميًا.
وبفضل جهود إي فاينانس، أصبح التحول الرقمي في مصر حقيقة كاملة… وأصبح اسم مجموعة إي فاينانس للخدمات المالية والرقمية مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمرحلة اقتصادية جديدة، أساسها الشمول المالي، السيادة الرقمية، وتكامل البيانات.

