متابعة: آيات مصطفى
أكد يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا إضافيًا أو رفاهية تكنولوجية، بل أصبح عنصرًا حاسمًا يعيد صياغة قواعد المنافسة في القطاع المصرفي عالميًا. وقال خلال مشاركته في مؤتمر PAFIX المقام ضمن فعاليات Cairo ICT إن البنوك التي لا تُسارع بتطوير أنظمتها وتبني التطبيقات الذكية ستفقد موقعها في السوق خلال سنوات قليلة.
استراتيجية البنك الأهلي.. توظيف ذكي للتقنيات الحديثة
أوضح أبو الفتوح أن البنك الأهلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مسارين أساسيين:
1. رفع كفاءة العمليات الداخلية
من خلال تحسين الإجراءات، وتسريع دورة العمل، وتقليل الأخطاء والتكاليف التشغيلية.
2. تحليل سلوك العملاء وتخصيص الخدمات (Hyper-Personalization)
وكشف أن البنك نفّذ تجربة عملية اعتمدت على توصيات الذكاء الاصطناعي لاقت نجاحًا لافتًا:
50% من العملاء استخدموا المنتج المقترح تلقائيًا.
80% من العملاء الذين تم الترويج لهم لاحقًا تجاوبوا مع المنتج بنجاح.
وأشار إلى أن هذه الأرقام تؤكد قدرة الذكاء الاصطناعي على تحديد “المنتج المناسب للعميل الأنسب في التوقيت الأمثل”، وهو ما يمثل نقلة نوعية في أدوات التسويق المصرفي.
ارتفاع تكاليف التكنولوجيا.. وأثره على مستقبل البنوك
حذر أبو الفتوح من الزيادة الكبيرة والمتسارعة في حجم الإنفاق على التكنولوجيا، سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو الأمن السيبراني أو البنية التحتية الرقمية. وأشار إلى أن:
أغلب العقود التقنية مرتبطة بالعملات الأجنبية، ما يزيد الأعباء مع تغيرات أسعار الصرف.
البنوك الأصغر حجمًا قد تجد صعوبة في تحمل هذه التكاليف المتنامية.
المرحلة المقبلة قد تشهد موجة اندماجات وتعاونات بين المؤسسات الصغيرة لمواجهة العبء المالي.
وأكد أن الاستثمار في التكنولوجيا أصبح ضرورة استراتيجية وليس بندًا قابلًا للتقليص.
التوسع الإقليمي… رؤية البنك الأهلي خارج الحدود
كشف نائب رئيس البنك الأهلي عن خطوات ملموسة في خطة التوسع الخارجي، أبرزها:
افتتاح فرع البنك في الرياض – المملكة العربية السعودية.
تعزيز الدور الاستراتيجي لمكتب البنك في مركز دبي المالي العالمي (DIFC).
دراسة التوسع في السوق العراقية ضمن خطط قادمة.
وأشار إلى أن حضور البنك إقليميًا بات جزءًا من استراتيجية تعزيز الانتشار الدولي ومواكبة حركة الأسواق المالية.
الاستثمار في الكفاءات.. الركيزة الأساسية للتحول الرقمي
اختتم أبو الفتوح تصريحاته بالتأكيد على أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، وأن تطوير العنصر البشري يأتي في مقدمة الأولويات. وقال إن تدريب الموظفين وتأهيلهم للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل ضمانة رئيسية لنجاح أي خطة تحول رقمي.
محاور إضافية… قراءة في المشهد التكنولوجي المصرفي
أولاً: الإنفاق المتزايد وأهميته الاستراتيجية
قفزة كبيرة في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
توقعات بمزيد من الزيادة خلال السنوات المقبلة.
أهمية تخصيص ميزانيات مرتفعة للحفاظ على القدرة التنافسية.
جاهزية أمنية قوية لمواجهة المخاطر المرتبطة بالبيانات والتقنيات الحديثة.
ثانيًا: التحديات المالية والضغوط الاستثمارية
تضخم الميزانيات المخصصة لتكنولوجيا المعلومات.
ارتفاع التكاليف نتيجة ارتباط الأنظمة بالدولار.
صعوبة المؤسسات الصغيرة في تحمل تكاليف البنية التكنولوجية المتقدمة.
احتمالات قوية لاندماجات مستقبلية بين البنوك الصغيرة.
ثالثًا: التنافس والتوجهات المستقبلية
سباق محموم بين المؤسسات لتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
ازدياد الطلب على التقنيات قد يخفض تكلفتها تدريجيًا.
بناء بنية تكنولوجية قوية لم يعد خيارًا بل “ضرورة وجود”.
