متابعة: آيات مصطفى
في خطوة جريئة ترسم ملامح التحول الصناعي الحقيقي، أعلن المهندس هيثم حسين، رئيس مجلس إدارة منظومة عمال مصر الاقتصادية الوطنية، عن إطلاق الثورة الصناعية المصرية الجديدة، ضمن خطة استراتيجية واقعية تستهدف إعادة تموضع مصر على خريطة التصنيع العالمية، وتعزيز قدرتها التنافسية كقوة إنتاجية إقليمية رائدة.
جاء ذلك خلال فعاليات تدشين قاعة الدكتور عزيز صدقي بمدينة السادس من أكتوبر، والتي حملت اسم «أبو الصناعة المصرية» تكريمًا لإرثه الوطني ودوره التاريخي في بناء قاعدة صناعية وطنية قوية. كما تم الإعلان عن إطلاق حملة "تأسيس ألف قائد صناعي" لتأهيل وتدريب الكوادر الشابة للسوقين المصري والعربي.
الثورة الصناعية الجديدة.. رؤية وطنية لعشر سنوات
حيث قال المهندس هيثم حسين في كلمته خلال المؤتمر:
> "نطلق اليوم خطة تنفيذية وطنية تحت شعار الثورة الصناعية المصرية الجديدة، تمتد لعشر سنوات من العمل الجاد والالتزام، وترتكز على رؤية واضحة وإرادة قوية لبناء اقتصاد إنتاجي حديث قادر على المنافسة وتحقيق التنمية المستدامة".
وأكد أن هذه الخطة تأتي ضمن إطار مبادرة "ألف قائد في الصناعة"، التي تستهدف إعداد جيل جديد من القادة الشباب وخلق ألف مشروع صناعي في الصناعات الوسيطة والمغذية كمرحلة أولى نحو تمكين الشباب ودفع عجلة التنمية الصناعية المستقبلية.
12 محورًا استراتيجيًا للانطلاق نحو الصناعة الحديثة
وقد أوضح المهندس حسين أن خطة الثورة الصناعية المصرية الجديدة تقوم على اثني عشر محورًا استراتيجيًا تمثل الركائز الأساسية للانطلاق الحقيقي، وجاءت كالتالي:
1. تسهيل تخصيص الأراضي الصناعية للشباب بنظام حق الانتفاع مقابل نسبة (10%) من الأرباح بدلًا من القيمة الإيجارية الثابتة.
2. منح حوافز مالية لشراء خطوط الإنتاج والمعدات للمصانع الصغيرة والمتوسطة.
3. إطلاق صندوق استثمار إنتاجي وطني برأسمال مليار دولار (500 مليون من الدولة و500 مليون من المصريين بالداخل والخارج) تحت إشراف هيئة الرقابة المالية، بهدف رفع الناتج الصناعي المحلي سنويًا بمليار دولار وتوفير 450 ألف فرصة عمل.
4. مبادرة تمويلية وطنية للمشروعات الإنتاجية بفائدة 1% فقط كمصروفات إدارية، مرتبطة بزيادة العمالة والطاقة الإنتاجية.
5. إنشاء منطقة صناعية متخصصة لتوطين صناعة خطوط الإنتاج ونقل التكنولوجيا مع تقديم حوافز استثنائية للمستثمرين.
6. إعفاء ضريبي وتأميني كامل لمدة عامين للمصانع والشركات الجديدة على غرار نظام المناطق الحرة.
7. إطلاق "أكاديمية الصناعة الوطنية" لتأهيل الكوادر الفنية والإدارية وفق أحدث المعايير الدولية.
8. تأسيس مجلس استشاري صناعي يضم خبراء ورواد أعمال لإعداد القيادات الصناعية الجديدة.
9. إصدار كارنيهات عضوية للعمال تتيح لهم دخول أندية وزارة الشباب والرياضة مجانًا دعمًا للرفاه الاجتماعي.
10. توفير حماية طبية وتأمينية شاملة للعمال ببطاقة علاج مجانية وتعويض مالي يصل إلى مليون جنيه في حالات الوفاة أثناء العمل.
11. تطوير التعليم الفني عبر تدريب الطلاب داخل المصانع ومنح الشهادات بناءً على ساعات التدريب العملي.
12. استحداث قسم "هندسة إدارة المشروعات الصناعية" في كليات الهندسة لإعداد مهندسين بروح رجال الأعمال وقادة الصناعة.
إشادة رسمية ودعوة لاستدامة التنمية
وخلال كلمتها، أكدت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أهمية هذا التوجه الوطني في تأهيل جيل جديد من القادة الصناعيين لدعم مسيرة التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن المبادرة تمثل نموذجًا متكاملًا للشراكة بين الفكر الصناعي والبعد الإنساني، وتعزز بيئة عمل تنافسية تحفظ كرامة العامل المصري.
كما أشاد المتحدثون بدور منظومة OMC الاقتصادية في بناء قاعدة صناعية وطنية قائمة على العلم والابتكار، مؤكدين أن قاعة الدكتور عزيز صدقي ستكون منصة انطلاق الثورة الصناعية المصرية الجديدة ومركز إعداد الكوادر الصناعية ضمن رؤية مصر 2030.
تكريم رموز الصناعة
وفي ختام الفعاليات، قام المهندس هيثم حسين بتكريم عدد من رموز الصناعة والاستثمار في مصر، تقديرًا لإسهاماتهم في دعم مسيرة التنمية، ومن أبرز المكرمين:
اللواء دكتور مهندس محرم هلال – رئيس اتحاد مستثمري مصر
السفيرة مشيرة خطاب – رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان
واختُتم الحفل برسالة وفاء وتقدير لروح الدكتور عزيز صدقي، مؤسس نهضة الصناعة الوطنية، تأكيدًا على أن منظومة عمال مصر تسير على خُطى الرواد وتواصل رسالتهم نحو بناء صناعة وطنية قوية تقود المستقبل.