كتبت: سالي الشريف
مصر تخطو بثبات نحو الريادة التعدينية.. استراتيجية متكاملة لتعظيم القيمة المضافة وزيادة الصادرات
خلال كلمته في الجمعية العامة لشركة "فوسفات مصر" لاعتماد نتائج أعمال العام المالي 2024، شدد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، على أن الوزارة تضع مشروعات القيمة المضافة في صدارة أولوياتها، بهدف تحقيق أقصى استفادة من الثروات البترولية والمعدنية للبلاد.
وأشار الوزير إلى أن التوسع في التصنيع المحلي وإنتاج خامات بمواصفات عالمية يسهم في دعم الاقتصاد من خلال التصدير وجذب العملة الصعبة، مضيفاً أن الوزارة تستهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي متكامل للصناعات التعدينية، مستفيدة من بنيتها التحتية المتقدمة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
وأوضح بدوي أن استراتيجية العمل الحالية تتضمن تطوير منظومة التعدين بشكل شامل، وقد بدأت بتحويل هيئة الثروة المعدنية إلى كيان اقتصادي، مع وضع هدف طموح لزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5 أو 6%.
توجيهات وخطط مستقبلية
خلال الاجتماع، دعا الوزير إلى إعداد خطة خمسية تتضمن المشروعات الجاري تنفيذها، إلى جانب وضع جداول زمنية دقيقة للانتهاء منها.
كما طالب بإجراء حصر شامل لاحتياطيات الفوسفات المتوفرة على مستوى الجمهورية، تمهيداً لزيارة ميدانية مرتقبة لمنطقة أبو طرطور للوقوف على سير العمل.
عرض نتائج أعمال فوسفات مصر
من جانبه، استعرض المهندس محمد عبد العظيم، رئيس شركة فوسفات مصر، مؤشرات الأداء للعام المالي 2024، موضحاً أن الشركة تواصل أعمال الاستكشاف والتنقيب واستغلال خام الفوسفات في مناطق رئيسية مثل أبو طرطور في الوادي الجديد، والسباعية بوادي النيل، والشغب بالبحر الأحمر.
وأكد أن الشركة تُعد من كبرى الكيانات المنتجة للفوسفات في مصر، وتدير مناجم متعددة بالتعاون مع الهيئة العامة للثروة المعدنية.
وتنتج الشركة خامات بدرجات متنوعة تلبي احتياجات الأسواق العالمية والمحلية، ما يعزز القيمة المضافة للثروات المعدنية.
ريادة تصديرية ومشروعات كبرى
بحسب الإحصاءات لعام 2024، استحوذت "فوسفات مصر" على نحو 50% من إجمالي صادرات الفوسفات المصرية، مع تلبية احتياجات السوق المحلي.
وتواصل الشركة تنفيذ استراتيجية متكاملة لتعظيم الإنتاج، ورفع كفاءة العمليات، مع السعي إلى فتح مناطق جديدة للبحث والتنقيب لتعزيز المخزون الاستراتيجي.
وأعلنت الشركة عن مشاركتها بنسبة 24% في مشروع إنشاء مصنع لإنتاج حمض الفوسفوريك بمنطقة أبو طرطور باستثمارات تبلغ 640 مليون دولار، إلى جانب شراكة مع شركة "أندوراما" الهندية لإنشاء مصنع للأسمدة الفوسفاتية في العين السخنة باستثمارات تصل إلى 500 مليون دولار.
قفزة مالية ملحوظة
على الصعيد المالي، حققت الشركة صافي مبيعات بلغ 7.9 مليار جنيه، بزيادة قدرها 149% عن العام السابق، بينما ارتفعت الأرباح بعد الضرائب إلى 3.3 مليار جنيه، بنمو نسبته 194%.
تطوير مؤسسي مستمر
واختتم عبد العظيم بالإشارة إلى أن الشركة تنفذ خطة تطوير مؤسسي شاملة بالتنسيق مع وزارة البترول وهيئة الثروة المعدنية، تشمل تحديث عمليات التنقيب والإنتاج، وتنمية الكوادر البشرية، بما يعزز من كفاءة الأداء ويؤسس لمرحلة جديدة من النمو المستدام.