متابعة: آيات مصطفى
أثار علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، جدلاً واسعاً بعد تدوينة نشرها عبر منصة "X" (تويتر سابقاً)، عبّر فيها عن استغرابه واستيائه من اتجاه بعض الفنانين الشباب إلى ارتداء أقراط في الأذن وملابس وصفها بأنها "تشابه ملابس النساء".
في تعليقه الذي جاء بنبرة حادة واستفهامية، قال مبارك:
"الحقيقة الواحد مش قادر يفهم ويستوعب موضة إيه وزفت إيه وحرية إيه وتغيير إيه ومواكبة إيه تخلي فنانين رجال يلبسوا حلق في الأذن ويرتدوا ملابس تشابه ملابس النساء!!"
ثم أضاف: "المفروض إن الفنان والنجم شخصية عامة وحريته الشخصية تكون داخل بيته... لكن خارجه المفروض يكون قدوة بتصرفاته ومظهره وفنه..."
بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية
تصريحات علاء مبارك فتحت باب النقاش حول حدود حرية الفنان في اختيار مظهره، وما إذا كان ذلك يدخل ضمن حرياته الشخصية أم أن عليه التزامات اجتماعية بحكم كونه قدوة لفئات واسعة من الجماهير، وخاصة الشباب.
يرى مبارك أن الفنان يتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم صورة "محترمة وراقية"، وأن ما يظهر به على العلن ليس مجرد خيار شخصي، بل رسالة ضمنية لها تأثير على الأجيال الصاعدة.
موجة الموضة والتغيير الثقافي
في السنوات الأخيرة، شهدت الساحة الفنية والإعلامية حول العالم تحولاً ملحوظاً في نظرة المجتمع إلى قضايا الهوية والموضة والجندر.
العديد من الفنانين، خاصة من الجيل الجديد، بدأوا بكسر الصور النمطية المرتبطة بالجنس واللباس، معتبرين أن الفن يجب أن يكون مساحة للتعبير الحر والتجديد.
إلا أن هذه الظاهرة، التي يجد فيها البعض تحرراً وتقدماً، يراها آخرون — مثل علاء مبارك — تهديداً للثوابت والمعايير التقليدية.
من يُشير إليهم علاء مبارك؟
رغم أن علاء مبارك لم يذكر أسماءً صريحة، إلا أن متابعين ربطوا حديثه بإطلالات مثيرة للجدل ظهر بها عدد من الفنانين الشباب مثل محمد رمضان، الذي ظهر سابقاً بأقراط وملابس لامعة وصيحات غريبة، وكذلك الفنان حسن أبو الروس الذي يعتمد أسلوباً فريداً ومثيراً في ملابسه، وأيضاً بعض مؤثري السوشيال ميديا الذين اتخذوا من “اللوك المختلف” وسيلة لجذب الانتباه.
ردود فعل متباينة
تفاوتت ردود الفعل على تصريحات علاء مبارك بين مؤيد ومعارض. البعض رأى في كلامه "صرخة عقل" وسط ما وصفوه بـ"الانفلات القيمي"، معتبرين أن ما يحدث هو ترويج غير مباشر لتشويه صورة الرجل الشرقي.
في المقابل، رأى آخرون أن تصريحاته تعكس نوعاً من الوصاية الاجتماعية لا تتماشى مع مفاهيم الحرية الشخصية، مشيرين إلى أن الشكل الخارجي لا يجب أن يكون مقياساً للفن أو الرجولة أو القيمة الفنية.
سؤال مفتوح: "إحنا رايحين على فين؟"
يُختتم تعليق علاء مبارك بسؤال يعكس القلق من المسار الذي يسلكه الفن والمجتمع:
"هو في إيه؟ هو إحنا رايحين على فين؟ وهي معايير الرجولة والفن اتغيرت واحنا ما خبرش ولا إيه !!"
وهذا التساؤل يختصر جدلية معقدة يعيشها العالم العربي بين الأصالة والتجديد، وبين الحفاظ على الهوية والانفتاح على التيارات العالمية.
سواء اتفقت أو اختلفت مع رأي علاء مبارك، فإن حديثه فتح نقاشاً واسعاً حول العلاقة بين الفنان والمجتمع، وأعاد طرح السؤال القديم الجديد:
ما حدود الحرية الشخصية حين تكون في موقع التأثير؟